Twitter
Google plus
Facebook
Vimeo
Pinterest

Fluid Edge Themes

النقل المستدام في المملكة

يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية القوي بشكل كبير على صناعة البترول، مما يساهم في إيرادات كبيرة على الميزانية والناتج المحلي الإجمالي، وعائدات الصادرات، وتقع المملكة على مفترق قارات ثلاثة كمحور وصل يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتعتبر وسائل النقل المختلفة ثاني أكبر مساهم في انبعاثات الغازات والاحتباس الحراري والتلوث البيئي في المملكة، وهو الأمر الذي ساهم في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المملكة، وإيجاد حلول مجدية وخدمات نقل أكثر استدامة وفعالية لتعود بالفائدة على مواطني المملكة والمقيمين فيها وزوارها.

الاستثمار بالنقل المستدام في المملكة

قامت المملكة باستثمارات كبيرة في مشاريع النقل الحديثة، بما في ذلك الطرق والنقل الجوي والنقل البحري وأنظمة السكك الحديدية، واضعة في عين الاعتبار الاستدامة والحاجة إلى وسائل نقل أكثر كفاءة وصديقة للبيئة؛ لاستيعاب النمو السكاني والطلب على النقل والذي ينفق عليه سكان المملكة نحو 20% من دخلهم عليه.

وتتجه المملكة نحو وسائل النقل العام المستدامة لمواجهة تحديات استهلاك الطاقة والازدحام المروري، والحوادث، والتلوث، وانبعاثات الغازات والاحتباس الحراري وغيرها، لتعزيزنظام نقل أكثركفاءة، وصديقًا للبيئة.

يعد الاستثمار في أنظمة النقل العام، مثل الحافلات وسيارات الأجرة، أمرًا بالغ الأهمية لتوفير بدائل قابلة للتطبيق لاستخدام السيارات الخاصة وتخفيف الازدحام المروري، كما أن توسع المطارات والموانئ في المملكة يسهل التجارة الدولية والمحلية ويدعم النمو الاقتصادي والتنمية، وتطوير شبكة سكك حديدية شاملة تربط المدن والمناطق الرئيسية داخل المملكة تعتبر وسيلة نقل مستدامة، وتقلل مشاكل المرور وتعزز طرق أكثر أمانًا، وتحقق مستهدفات رؤية 2030 والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحسين نوعية الحياة من خلال مبادرات مختلفة، بما في ذلك تحسين قطاع النقل.

قطاعات النقل في المملكة .. إنجازات وتحديات

النقل الجوي

استثمرت المملكة العربية السعودية بشكل كبير في بناء 23 مطارًا في العقود الثلاثة الماضية لاستيعاب العدد المتزايد من الركاب، كما شهدت السنوات الأخيرة بناء خمسة مطارات جديدة، وبلغ العدد الإجمالي للمطارات في المملكة 28 مطارًا، مع توسيع أربعة مطارات دولية مؤخرًا للإسهام في تعزيز البنية التحتية للنقل والشبكة اللوجستية والترابط بين المناطق المختلفة داخل المملكة.

ويكمن أبرز تحدي في إنشاء المطارات الدولية الجديدة لاستيعاب العدد الكبير والمتزايد من زوار المملكة من السياح والحجاج والمعتمرين، وتسهم عمليات تطوير وتحسين قطاعي النقل الجوي في ربط مدن المملكة وتعزيز اقتصادها وتسهيل عمليات النقل واستدامتها.

النقل البحري

النقل البحري في المملكة شهد توسعاً وتطوراً كبيراً بسبب الطلب على عمليات نقل النفط والبتروكيماويات، وطورت المملكة عشرة موانئ رئيسية على طول الخليج والبحر الأحمر، لتحفيز عمليات النمو الاقتصادي والتنمية.

ويعتبر ميناء جدة الإسلامي الواقع على البحر الأحمر أهم الموانئ في المملكة، حيث يتعامل مع ما يقرب من 70٪ من أنشطة الاستيراد والتصدير، ولديه القدرة على استيعاب أنواع مختلفة من البضائع، بسعة إجمالية تصل إلى 130 مليون طن عبر خمس محطات، ويعتبر ميناء الملك عبد العزيز بالدمام من أكبر وأكثر الموانئ ازدحامًا في الخليج العربي وثاني أكثر الموانئ ازدحامًا في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويضم مركزًا للتدريب على العلوم والتكنولوجيا البحرية.

التحدي الأكبر في قطاع النقل البحري هو تطوير الموانئ الحالية للتعامل مع نمو الاستيراد والتصدير المستقبلي، كما أن عمليات تطوير وتحسين قطاعي النقل البحري ستسهم في ربط مدن المملكة وتعزيز اقتصادها وتسهيل عمليات النقل واستدامتها.

النقل البري

قامت المملكة باستثمارات كبيرة في بناء شبكة طرق واسعة على مدى العقود الثلاثة الماضية، بطول إجمالي يتجاوز 700,000 كيلومتر، ويستخدم معظم سكان المملكة سياراتهم الخاصة في التنقل، بينما نظام النقل بالحافلات العامة في المملكة محدود، حيث تقوم شركة واحدة فقط وهي سابتكو بتشغيل أسطول يضم أكثر من 5,000 حافلة.

ومن التحديات التي تواجه نظام النقل البري في المملكة هي إصلاح الطرق وتطويرها والتركيز على النقل العام، وتوظيف التقنيات المتقدمة والطاقة المتجددة، والتلوث البيئي، والتلوث الضوضائي، وارتفاع حوادث المرور على الطرق، وعدم وجود نظام نقل عام فعال والاعتماد الكبير على السيارات الخاصة والتي تتسبب في الازدحام المروري، وتسهم زيادة الاستثمار في النقل العام بالحافلات وسيارات الأجرة والمترو في مواجهة هذه التحديات.

النقل بالسكك الحديدية

النقل بالسكك الحديدية في المملكة له تاريخ قديم يعود إلى سكة حديد الحجاز في عام 1,908، ثم بدأت مشاريع السكك الحديدية الرئيسية في القرن الحادي والعشرين والتي أبرزها خط السكك الحديدية بين الرياض والدمام وبين الرياض والجوف وسكة حديد الحرمين، وتهدف شبكة السكك الحديدية لربط جميع المناطق والمدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

ويواجه قطاع النقل بالسكك الحديدية تحديات باستكمال مشاريع السكك الحديدية المخطط لها، لإنشاء وسيلة نقل مستدامة للمملكة، وستسهم الاستثمارات في أنظمة السكك الحديدية المستدامة والصديقة للبيئة في مكافحة التلوث وتقليل حوادث الطرق.